من معلقات العصر الحديث

* الرجل والجنس الناعم*
قُـم نـادِ هـيّـا لـلصلاةِ وكبّرِ تنهى الصلاه عن كُلَّ فُحشٍ مُنكَرِ
شـمّـرت ثوبي ذات يوم ٍقاصداً درب الـمساجد كي أصلّي وأذكرِ
مـتـأنّـيـاً في مشيتي متجاهلاً اِغـراء فـاتـنةٍ تبيعُ وتشتري
*
مـرّت أمـامي مثل عرقِ قُرنفُلٍ تَـمـشي على كَعبٍ جَميلٍ أحمَرِ
وكـأنّها من صوت كعب حِذائها نَـقَرَتْ على شريانِ قلبي الأبهرِ
والـعَـبَقُ فاح من ذيول نسيمها يُـحـيـي الفؤادَ تضَوُّعاً وتَعَطُّرِ
يـسـعـى لـيجذبني إلى جنّاتها ويطيرَ بي من فوق روضٍ مُزهِرِ
*
فـمَـنعتُ عيني أن أراها تحاشياً من أن أقَع في شَرْكِ حسنٍ مُفتري
لاكـن خـائـنـةَ العيونِ تسلّلتْ تحتَ الجفونِ لتَملى حُسنَ المنظرِ
ولْـتَـسْـتَرِقْ نَظراً ولو لِهُنَيْهةٍ وتَـذوبَ عيني بنورِ شمسٍ مُبهِرِ
*
بـجـمـالها لم تُروى عيني مرةً وبـسِـحرها وبحُسنِها لم أُبصِرِ
قـدٌّ كـغـصن البان مال تغنُّجاً مـثـل الـنـسيم تمايلاً وتَبَختُرِ
تـتـمـايـلُ في مشيها وتنادِني مـن دونِ همسٍ أو كلامٍ جهوري
تـرمي الفؤادَ بطرفِ لحظٍ ساحرٍ قـد أفـعـمـتهُ بكلّ ما لم تَسُترِ
*
فـغدَوتُ منها ومن عيوني مكبلاً بـجـمـالِ ساقينِ رُخامٍ ومَرمَرِ
مـنـحـوتتينِ من زجاجٍ ممرّدٍ مـن تـحتِ ثوبٍ مُكسَّمٍ ومُقصَّرِ
فـيـنـوسُ حامَ كلُّ جَرمٍ حَولها من أصغرِ الأجرام حتى المشتري
لـن يـكفِني في وصفِها مدُّ البحارِ ومـاحَواه مُؤلَّف الزامُخشُري
*
بـيـضاءُ لاكدراً يشوبُ نقاؤها كـالـيـاسـمـينِ تألّقاً وتَعطُّرِ
وجـهٌ كـما البدرُ تلألأ في السما قـدْ شـعَّ نـوراً مُسطِعاً ومُنَوِّرِ
مـن تحت شَعرٍ أسودٍ مثلَ الدجى أرخـى سـدولَـه للجمالِ الأندَرِ
*
والـلـحظُ سَيفٌ قاطعٌ في غُمِدهِ مـن مُـقـلـةٍ وقّـادةٍٍ لاتَـفتُرِ
وكـأنـهـا قـالت أُحبُّكَ بالومى يـاويـل حظّي من حديثٍ مُنكَرِ
مـا أنـت والحبّ الذي تعِدينَني إلا كَـبَـرقِ سـحـابةٍ لم تُمطِرِ
*
أوّاه مـاذا قـد فَـعلْتِ بمهجتي فـغـلبْتِها من ذا الجمالِ الساحرِ
حـاولتُ جهدي أن أقاومَ سِحرَكِ عـبـثـاً أحـاولُ جاهداً لم أَقدُرِ
فـسَـحرتني في صحوتي مُتيقِّناً وأنـا الـذي في غَفوَتي لم أُسحَرِ
*
نـبـهت نفسي أن تعودَ لِرُشدِها وأقـولُ للنفسِ أيا نفسُ اهجُري
وأدرتُ وجهي عن هواها مطنّشاً صـوتَ الكعابِ تطقطقاً وتَغندُرِ
ومَـشيتُ في دربي أسبّحُ خالقي لـجـمالِ ما خلقَ الجميلُ وأُكْبِرِ
*
سـبحانكَ أبدعْتَ خلقاً في الورى وطـلـبْتَ منّا أن نَغُضَّ الأنظُرِ
إن كـنـتُ أقدِرُ أن أمانعها يدي فـالـعـينُ لا والقلبُ لا لم يقدُرِ
هـل لـي سبيلٌ أن أمجّد خلقَكَ مـن دونِ أن ألمُس ولا أن iiأنظُرِ
وكـأنـنـي أرجـو مناماً حالماً وأنـا أنـام الـلـيل بين الأقبرِ
هـذا لعمرُكِ مطلبٌ صعبُ المنى قـد شقّ عن نفسِ الفقيرِ المُعترِ
*
كـل الـنـساءِ الساحراتِ فتنّني وجَـرَفـنَني كالسيلِ وَسْطَ الأنهرِ
نـفـسـي تتوقُ لكلّ جنسٍ ناعمٍ قـلـبـي يهيمُ لِحُسْنِهِنْ لا أَشعُرِ
جـنسُ النساءِ يشدني رغم التقى لـم أُخـفِ ذاك مـرَّةً أو أُنْـكِرِ
صِـنْعُ الإلهِ وهل سأُنكِرُ صُنعَهُ فـهـو الـمصوِّر خَلْقَهُ والمُقدِرِ
*
لـكـنـني رغم المفاتن والهوى لـم أنـزَلِـق يـومـاً ولم أتغيرِ
مـازال قـلـبـي عاشقاً ومتيّماً بـغـرامِ واحدةٍ تلومُ وتفتري
وتـظـنُّ أني عن هواها مباعدٌ رغـم الـلألئِ والذهبْ والجوهَرِ
*
أعـطـيتها عمري وقلبي طائعاً كـانت تبيعُ وكنتُ دوماً أشتري
أنـشدتها شِعري وجلَّى قصائدي ونَـظَـمتُ فيها الأنثُرَ والأشْعُرِ
الحرف غنّى من جمالِ وصوفها والـورقُ هـامََ والـقلمْ والمِحْبرِ
*
الأذنُ مـنـي لم تعد تَسمعْ سِوى هـمـساتها من ذا العقيقِ الأحْمَرِ
والـعينُ ماعادت ترى من عِشْقِها إلاهـا لَـو حـتّى وإنْ لم تَظهَرِ
أيـقـونـتي صارت إليها ألتجي وحـديثَ روحي وسطَ ليلٍ مقمِرِ
*
أسْـكَنتُها قلبي وجوفَ حشاشتي وجـعـلتُها نوري لِدَربي المُقْفِرِ
وعَـبـدتـهـا بـعدَ الإلهِ محبّةٍ لـم أرتـجِ ثـمـناً ولم أستنظرِ
وسـأبقى أعشقُها وأعشقُ وجهها وجـمـال قدِّها والحذاءِ الأحمرِ
*
الله ألْـهَـمَ نـفـسَنا خيرَ التقى والله ألْـهَـمَـهـا تَضُلُّ وتَفْجُرِ
فـإذا رأت يـومـاً جمالاً خارقاّ تـاهـت بـما قد أُلْهِمَتْ لم تَكْفُرِ
مُـتَـعُ الـحـيـاةِ لاتتمُ بدونِهنّ هـنَّ الـحـيـاةُ للسخيّ والمُقتِرِ
مـا أبـتَـغـي منهنَّ غيرَ مودّةٍ ياليتَ شِعري من سيَجبُرُ خاطري
*
سـتـظل نفسي تهوى كلَّ جميلةٍ حـتـى تَـقُـومَ الساعةُ أو تُنْذِرِ
فـاعـذرني يا رب الكريم تلطفاً مـنـك أو ارحم قلبِ إن لم تعذرِ
واغـفِـر لـنا ياربِّ من زلاتنا فـسـنَـهلَكُ إن لم تَتُبْ أو تَغْفُرِ
*