معايير الجمال

(ولدي الله يرزقك ببنت الحلال الجميلة)دعوة أمي المفضلة ..سألت نفسي ماهي حدود الجمال؟ من يستطيع وصفه بدقة؟هذه البيضاء أم تلك السمراء ..الطويلة أم القصيرة ..النحيلة أم غير ذلك؟تصفحت ذاكرتي أتمعن الصورة تلو الأخري في بلادي في دياري بمختلف الألوان أم بمختلف اللغات في سائر البلدان ..أستاذتي البيضاء الرشيقة وأنا في المراهقة هام (بحبها الكثير من زملائي المراهقين وكنت أراها باهتة)زميلتي ذات الصوت الحنون جذبني فاقتربت منها فلمست قلبا فاترا . بنت البادية الشمس أخذت من بشرتها والصلابة بادية في مشيتها والدم يسري في محياهاأسرتني..فتقربت إليها..بلطف شديد ردتني...خدعوني فقالوا إنها بنت الغلاظ الشداد.إذا هي تلك الغربية الأنيقه المبدعة في لبسها المتألقة بإظهار مفاتنها .. خدعتني وخدعت الكثير غيري أدركت أن الجمال ليس له حد هذه جميلة في ناظري ليست كذلك في نظر غيري قبيحة في عيني جميلة في عين غيري .. إذا نختلف كل نفس تهوي الجمال بمعاييرها الخاصةلكن لن نختلف على الأركان .. الروح ..القلب .. النقاء .. الصدق
وجدتها تكبرني بتسع سنوات حوت الأركان...أم لثلاثة أولاد تدير عمل زوجها المتوفى تعاملني برقة تراني شهما ينجز لها المهام ..تتمنى أن ترى أولادها مثلي ذلك قولها قد يختلف في جمالها البعض ولكن لايختلف في كمالها الجميع .. مثال الأدب والذوق الرفيع تقربت إليها.. يالجمال وجههاالمتوضئ.. يالعذوبة صوتها الحنون.. يالرقة دمعتها الحزينة.. أخذت بمجامع قلبي همست إليها بكلمة فارتعشت واضطربت واحمر وجههافانقلبت على وجهي خجلا مضطربا أرتعد لاأدري فقدت التركيز أمصيبة فعلت أم ذلك لأجلها ..استجمعت قواي وارسلت لها عشر صفحات من صدق...من وفاء...من حب من أمل تأخر ردها ..لكنه جاء في ورقة واحدة قالت لم أكن أتوقع ...وأنا أتوق إليك وأتوهج لكن ذلك مستحيل ..مستحيل إياك أن تعذبني بالحب ..أرجوك ابتعد ..أتوسل إليك أتركني لأولادي فسوف أقتل مشاعري من أجل سعادتهم تبخر الأمل انقشع الحلم لكن بقي تعريف ربما يكون قاصرا (الجميلة هي الحبيبة)